*عُرض لأول مرة باللغة البرتغالية في 31مايو في أو غلوبو
غوستافو مارتينز، لوكا ريزو، صوفيا كارا*
قدّم لنا المصور سيباستياو سالغادو وجهة نظره الحساسة حول الغابات وسكانها، من خلال مجموعة من الأعمال التي تذكرنا بأن الطبيعة والتنوع البيولوجي والإنسانية لا يمكن فصلها. وقد تمكّن المصوّر، وهو خبير اقتصادي بالتدريب، من ترجمة المفاهيم العلمية المعقدة إلى صور، مثل الأنهار الطائرة، وكشف عن القيم الموروثة عن الأجداد والنظام البيئي والاجتماعي للغابات.
وعلى الرغم من أن هذه الرؤى تشكل جزءًا مهمًا من عمل المصور الاقتصادي، إلا أن الغابات وفوائدها لا تزال غير مرئية إلى حد كبير في الاقتصاد العالمي، حيث يتم حسابها بشكل حصري تقريبًا من خلال إمكاناتها من الأخشاب. فغالباً ما تغفل النماذج الاقتصادية والمالية ونماذج السياسة العامة عن حجم عوائد الغابات من حيث المياه والهواء واحتجاز الكربون والوظائف والغذاء والصحة العامة والتنمية والحد من التضخم.
ولا يرجع السبب في عدم أخذ هذه المتغيرات في الاعتبار إلى عدم وجود اقتصاديين أو دراسات أو بيانات. إذ تُظهر الأبحاث أن الغابات تولد تريليونات الدولارات من خدمات النظم الإيكولوجية وتعيل مليار شخص في العالم. ومع ذلك، لا تزال الحواجز المالية والتنظيمية المستمرة تعيق توسع الاقتصاد القائم على الغابات، كما يتضح من فجوة التمويل الحالية. فمن أصل 460 مليار دولار أمريكي سنوياً اللازمة لحفظ الغابات واستعادتها على مستوى العالم، تم صرف أقل من 30 مليار دولار أمريكي.
إن المنتديات الدولية ضرورية لتوليد قدر أكبر من المشاركة من مختلف البلدان والشروع في تحديث فهم كيفية وضع مقاييس وأدوات يمكن أن تعزز اقتصاديا حفظ الغابات واستخدامها المستدام. وقد لعبت البرازيل، في هذا الصدد، دورًا رائدًا من خلال اقتراح جداول أعمال وتدابير مبتكرة تدمج أصول الغابات في المناقشات الاقتصادية السائدة.
وكما هو مبين في الدراسة التي صدرت مؤخرًا حول النتائج المتعلقة بالغابات من رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين، والتي أعدتها مؤسسة NatureFinance بدعم من معهد المناخ والمجتمع (iCS)، توصلت مجموعة العشرين في ظل الرئاسة البرازيلية في عام 2024 إلى توافق كبير في الآراء بشأن أهمية إطلاق الأدوات المالية والتأمينية لتمكين الاستخدام المستدام للغابات.
أدرجت مبادرة الاقتصاد الحيوي الرائدة لمجموعة العشرين (GIB) الاقتصاد الحيوي في اتفاقية متعددة الأطراف لأول مرة، مع مبادئ تسلط الضوء على أهمية هذه المجموعة من الأنشطة في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام لبلدان مجموعة العشرين. وفي قمة مجموعة العشرين، التزم رؤساء الدول بتعبئة المزيد من التمويل من أجل الغابات والتأكيد على أهمية مبادرات مثل صندوق الغابات المدارية للأبد، وهي آلية طموحة اقترحتها البرازيل تهدف إلى جمع 125 مليار دولار أمريكي لتعويض البلدان النامية عن كل هكتار من الغابات المدارية المحفوظة.
غير أن هذه الإنجازات تواجه سياقاً صعباً: أزمات الديون السيادية في البلدان النامية وضعف جداول الأعمال البيئية. وفي الوقت نفسه، ومع اشتداد حدة النزاعات، أعيد توجيه جزء من موارد البلدان المتقدمة النمو، التي كانت مخصصة في السابق للتصدي لتغير المناخ، إلى الإنفاق العسكري، مما يقوض تعددية الأطراف.
لا يسعى تغيير النموذج الاقتصادي حول الغابات إلى مكافحة تغير المناخ والحفاظ على خدمات النظام الإيكولوجي فحسب، بل يسعى أيضًا إلى خلق فرصة استراتيجية للبلدان التي تمتلك أصولًا حرجية كبيرة. وتعكس هذه التطورات الدبلوماسية هذه الإمكانيات، على الرغم من أنه لا يزال من الضروري ترسيخ الفهم على الصعيد المحلي بضرورة ترجمة فوائدها المناخية وإدراجها في الميزانيات العامة ونظم المحاسبة وأطروحات الاستثمار.
وفي الوقت الذي تستعد فيه البرازيل لقمة بريكس ومؤتمر الأطراف الثلاثين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيؤدي ذلك إلى التركيز على التنفيذ المحلي للالتزامات الدولية المتعلقة بالمناخ، وهذه لحظة مناسبة للدعوة إلى نموذج إنمائي جديد يضع الغابات والاقتصاد الحيوي في صميم الحلول المناخية والاقتصادية. ويحظى جدول أعمال الغابات في البرازيل بتأثير عالمي لا جدال فيه وينبغي الاستفادة منه في جميع المجالات، ليس فقط لإزالة الانبعاثات، ولكن أيضًا لتسريع عملية التحول في مجال الطاقة والابتكار التكنولوجي والاقتصاد منخفض الكربون.
*غوستافو مارتينز خبير اقتصادي وشريك أول في مؤسسة NatureFinance، ولوكا ريزو محامية وأخصائية أولى في تمويل المناخ في معهد المناخ والمجتمع، وصوفيا كارا مهندسة بيئية وحاصلة على الدكتوراه في العلوم الزراعية ومستشارة.